فهرس الشبهات الإمامية والرد عليها, أنموذج على التحريف في خبر الثلاثة عشر

2 أنموذج على التحريف في خبر الثلاثة عشر الذي لا يجد ناظر بد من أن يعود إلى كبار علماء الإمامية في أزمانهم كالشيخ الصدوق أو المفيد أو غيرهما بعدم الوثاقة

🟦 * (2) أنموذج على التحريف في خبر الثلاثة عشر الذي لا يجد ناظرٌ بدّ من أن يعودَ إلى كبار عُلماء الإمامية في أزمانهم كالشيخ الصدوق أو المفيد أو غيرهما بعدم الوثاقة؟!

🟥– ثالثًا: رواية الكليني صحيحة الطريق عنده، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: ((دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ ع وَ بَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهَا فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ ع ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌ‌)) [الكافي:1/532].

🟦– الوقفة الأولى مع الرواية الثالثة: نجدُ فيها أن يفيد قسمَين في الدلالة؛ كلاهما يدل على الثلاثة عشر إمامًا؛ القسم الأول: فإنه يدلّ على ثلاثة عشر؛ اثنا عشر من ولد فاطمة –صلوات الله عليها- ثم الثالث عشر هو أمير المؤمنين -عليه السلام-. ثم القسم الثّاني قوله: ((ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌ‌))؛ وهو تأكيدٌ للعدد اثني عشر من ولد فاطمة؛ يؤكد أن الأئمة ثلاثة عشر؛ فالمحمدون الثلاثة: الباقر والجواد وابن الحسن العسكري –سب ما تعتقده الإمامية-؛ ثم الثلاثة الذين أسماؤهم عليّ –وهم من ولد فاطمة- :السجاد، والرضا، والهادي؛ فالخبر بكلا قسميه يدل على ثلاثة عشر إذا ما اعتبرنا أمير المؤمنين –عليه السلام-.

🟦– الوقفة الثانية: نجدُ فيها الشيخ الطوسي بإسنادٍ ثانٍ يؤيدُ خبر الثلاثة عشر الذي رواه الكليني؛ فيروي الطوسي؛ بإسناده؛ عنْ أَبِي السَّفَاتِجِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: ((دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ ع وَ بَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ‌ أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهَا فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ اسْماً آخِرُهُمْ الْقَائِمُ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌ‌ِ)) [الغيبة:139]، وفي هذا الخبر أيضًا قسمان؛ كلاهما يدلّ على أن الأئمة ثلاثة عشر، القسم الأول قوله: ((أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهَا فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ اسْماً))، والقسم الثاني: ((ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌ‌ِ)).

🟦– الوقفة الثالثة: نجدُ فيها أن الشيخ المفيد قد روى الرواية وقد محرَفَة القسم الثّاني؛ والقسم الأول في نفس روايته ينقضُ قسمه الثّاني الذي رواه؛ والسّندُ في تهمة التّحريف ليسَ فيها إلاّ هُو أو شيخُه أبو القاسم جعفربن محمد ابن قولويه الذي أكثرَ عنه لشيخ المفيد؛ ثم ابن قولويه يروي عن الكليني بتمامٍ سندِ الكليني الذي ذكرناه في الرواية الثالثة؛ فيقول الشيخ المفيد: أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد [هو ابن قولويه] ، عن محمد بن يعقوب [هو الكليني] ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين [هو ابن أبي الخطاب الوارد في الرواية الثالثة]، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمد بن عليٌ ، عن جابرِ بن عبد الله الأنصاري قالَ : ((دَخَلْتُ على فاطمة بنتِ رسولِ الله وبين يديها لوحٌ فيه أسماءُ الأوصياءِ والأئمةِ من وُلْدها فعَدَّدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ اسْماً اخِرُهم القائمُ من وُلْدِ فاطمة ، ثلاثةٌ منهم محمدٌ ، وأربعة منهم عليٌ)) [الإرشاد:2/346]؛ فالقسم الأول من الخبر: دلّ على اثني عشر ((فيه أسماءُ الأوصياءِ والأئمةِ من وُلْدها فعَدَّدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ اسْماً))؛ فولد فاطمة اثني عشر؛ وهذا القسم فنفس مدلول رواية الكليني والطوسي في العدد اثني عشر من ولد فاطمة ثم هو يدل على ثلاثة عشر إذا ما اعتبرنا زيادةً أمير المؤمنين –علي السلام-. ثمّ القسم الثاني: حرّف مضمون الصحيفة الذي فيه اثني عشر اسمًا هم ولد فاطمة؛ ليصبح مضمون الصحيفة ثلاثة عشر؛ حيث زادت الرواية شخصًا رابعًا اسمه علي؛ بينما رواية الطوسي والكليني –السابقة- إنما هي ثلاثة أسماؤهم علي؛ ففي رواية المفيد: ((ثلاثةٌ منهم محمدٌ ، وأربعة منهم عليٌ)) ، فأضافَ تحريفًا وزيادةً مذهبيّةً شخصًا رابعًا هو عليّ؛ بينما رواية الكليني –الذي يرويه عن المفيد- والطوسي: ((ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌ))؛ فتأمل أن عدم الوثاقة إما تلحق المفيد أو ابن قولويه شيخه أو تلحق كتاب الإرشاد؛ وأيّ منها فيرفع الاعتماد لا سيما في أخبارٍ جوهريّةٍ في المعرفة؛ الذي يتنبه إليه الناظر أن رواية الشيخ المفيد هي عن الكليني، والكليني قد وقفت على روايته.

🟦– الوقفة الرابعة: ما سبق يدلك إلى جانب الروايتين –الأولى والثانية اللتين رواهما الكليني- على أصالة خبر الثلاثة عشر في الاختلاق بعد الغيبة؛ وأنه ليس فقط مجرد تحريف.

🟦– الوقفة الخامسة: فبعد أن اتفق الكليني والطوسي على متنٍ واحدٍ في الرواية؛ ثم حرّفت رواية الشيخ المفيد القسم الثاني في عدد مَن اسمهم عَلي؛ فإن روايات الشيخ الصدوق تدرجت في التحريف؛ لتدلنا على أنّه معنيّ بالتحريف؛ نفصّل ذلك حسب كُتبه:

🟦– في كتاب (الخصال) حذف كلمة: (من ولدها) ولكن يبقى أن الخبر يفيد ثلاثة عشر: فيروي الشيخ الصدوق نفس خبر الكليني والطوسي؛ في إفادة الثلاثة عشر، الاثني عشر من ولد فاطمة، ثم المحمدون الثلاثة وثلاثة أسماؤهم عليّ؛ قال الشيخ الصدوق: حدَّثَنَا أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: ((دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ ع وَ بَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ أَحَدُهُمُ الْقَائِمُ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌّ)) [الخصال:2/476]. فعليٌّ الرّابع خارجٌ من الأسماء وهو أمير المؤمنين؛ فكان الاثنا عشر في الخبر هُم من ولد فاطمة؛ فيكون التحريف واضحًا في حذف كلمة (من ولدها) التي جاءت في رواية الكليني والطوسي بل والمفيد! وهذا في التحريف فإما عائد إلى الصدوق، أو والده، أو سعد بن عبد الله الأشعري، إلى كتاب (الخصال)؛ والصدوق أقربهم في التههمة لما عُلم من حاله أنه يغيّر كثيرًا في الروايات يتصرف فيها لتتوافق وما يعتقده، وقد أفردنا لذلك مبحثًا يخصّه، وسيدلك على ذلك ما سيأتي من التدرج في التحريف الذي جاء في وايات الشيخ الصدوق في بقية كتبه.

🟦– في كتاب (كمال الدين) أثبت كلمة (من ولدها) ، وحذف كلمة: (وثلاثة منهم علي)، واستبدلها بـ (أربعة منهم علي) ولكن يبقى أن الخبر يفيد ثلاثة عشر: فيروي الشيخ الصدوق نفس رواية الشيخ المفي لمن رواية الشيخ المفيد كانت عن طريق الكليني، فأما رواية الشيخ الصدوق في (كمال الدين) فيقول: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: ((دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ ع وَ بَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاءُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهَا فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ)) [كمال الدين:1/269]؛ فأًبح القسم الثاني من الخبر يدل على ثلاثة عشر اسمًا وهذا فينقض القسم الأول الذي يدل على أن أسماء الأوصياء اثني عشر من ولد فاطمة!

🟦– في كتاب (عيون أخبار الرضا) حذف كلمة (من ولدها) ، وحذف كلمة: (وثلاثة منهم علي)، واستبدلها بـ (أربعة منهم علي) ليعود الخبر يدل على الاثني عشر: وهذا فأحش تحريفٍ حصل في قسمَي الخبر؛ فيروي الشيخ الصدوق قال في (عيون أخبار الرضا) بإسناده الأول: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ((دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثنا عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم على عيهم السلام)) [عيون أخبار الرضا:2/52]، وفي الإسناد الثان يقول الصدوق: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعًا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ((دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثنا عشر آخرهم القائم عليه السلام ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم على عليهم السلام)) [عيون أخبار الرضا:2/52]، وهذا فيؤدي في التتبع أن التحريف معنيٌّ به الشيخ الصدوق ليتوافق وعقيدة الاثني عشرية.

يتبع (3) …

3 أنموذج على التحريف في خبر الثلاثة عشر
https://wp.me/p3zlyI-4WD

1 أنموذج على التحريف في خبر الثلاثة
https://wp.me/p3zlyI-4W9

أضف تعليق