بقلم الكاظم الزيدي

طبيعة الاصطفاء في القرآن الكريم وفي السنن الإلهية

إذا لم يُفرّقِ الباحث بين طبيعَة الاصطفَاء في القرآن الكَريم ، وفي السّنن الإلهيّة التي قصّها الله تعالى في كتابه الكَريم ، ثمّ لم يكُن على معرفَة بذات التعبّد الذي جعلَه الله تعالى إلى العِباد ليقوموا به ، ثمّ طبيعَة التّوفيق الذي يبقى يحوطُ الله تعالى به العباد بعد العباد ؛ فإنّه سيخرُج بنظريّة مُبتسرة خداجٍ في مسألة الاصطفاء ، والسُّنن الإلهيّة ، وذلك لمّا قصرَ نظرَه على زاويَةٍ واحدَةٍ ، هي : اصطفاء معصومين بعد معصومين ؛ الأمر الذي لا بدّ يُفضي إلى اعتقادٍ عقيدةٍ في الزّمان صُوريّة ليسَ تحتها حقيقة ، لا معصومين أئمّة أو رسلاً او أنبياء . العلّة في ذلك أنّه أسرَ نفسَه في قراءةٍ افترضَها عليها غُلاةٌ ، أو بسبب تقصيرٍ في التتبّع ابتدائيّ ، أورغبة في الهُروب من الاختلاف بأيّ طريقة كانَت ؛ ولو أدّى ذلك إلى أن يُفرّغ الدّين عن كلّ التعبّدات والتشريعَات ؛ فهُو كالأبكم الأصمّ لا يستطيعُ معرفةً في شريعة سيّدنا محمّد -صلوات الله عليه وعلى آله- ؛ إلاّ بما يجعلُه ينقضُ على نفسِه ، لأنّه -ولو بلغَ عنان السّماء- لن يقفَ على معرفةٍ صادرةٍ عن معصومٍ -يقوم الدّليل عليه- في هذا الزّمَان ، بل سيكونُ تبعاً -تبعيّةً عمياء صمّاء لا يحقّ له أن يسأل او يعلَم- لغير معصومين ، فيكون هذا يتوّهم أنّه خرجَ من التقليد والاجتهاد ليقَع في تغييبٍ مُطلقٍ إراديّ للعقل وإقصائِه في أقرب رفّ ، فليسَ إلاّ بوقاً لا يستطيع أن يعترض ، ثمّ الأمرُ بعد ذلك -وهُو دينٌ- سرّياتٌ وتكتّمٌ . مصدرُ المعلومَة : هي أفرادٌ غير معصومين أصحاب أجنداتٍ او ضُعفاء نظرٍ أو مُجتهدون -وإن لم يسمّوا أنفسهم بذلك- ، والمُريدُ بعدَهُم تابعٌ منقاد ، والجميعُ ينتظر الوهم . لا أصعب من أن يكذبَ الشّخص على نفسه ويُصدّقها .

أضف تعليق