في رحاب أئمة العترة, من تأريخ آل محمد, أعلام أهل البيت

كرم الإمام الحسين الفخي عليه السلام

كَرم الإمام الحسين الفخي (ع) :
* رَوى أبو الفرج الأصفهاني في المقاتل : أنَّ الحسين بن علي الفخي (ع) ، باعَ حائطاً لهُ بأربعينَ ألفَ دينار ، فوقفَ بها على بابِ دار ، وصارَ يُفرّقُها على أهل الحاجات ، كفّاً كفّاً ، وحفناً حفناً .
* وممّا يؤثرُ عنه (ع) أنّه قال : (( والذي نَفسي بيدِه ، إنّي أخافُ ألا تُقبَلَ مِنّي – نفقاته وصدقاته – ، لأنَّ الذهب والتّراب قدْ أصبحَ عندي بمنزلةٍ واحدَة )) ، يُريدُ (ع) أنّ الله تعالى قال : ((لَن تَنَالُوا۟ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا۟ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِیمࣱ)) ، والذّهب والمال ، لَيست ممّا يحبّه ، وليسَت بذي بالٍ عندَه .
اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد …

من تأريخ آل محمد, أعلام أهل البيت

بايعنا الحسين بن علي الفخي

عن الإمام نجم آل الرسول القاسم الرسي -عليه السلام- ، قال : حدّثني أبي [ إبراهيم طباطبا أحد المُبايعين للحسين الفخي (عليه السلام) ] ، قالْ : (( بَايَعنا الحسين بن علي الفخي (عليه السلام) على أنّه هُوَ الإمام)) .

في رحاب أئمة العترة, من تأريخ آل محمد

بين الإمامين الكاملين السراجي والكبسي صلوات الله عليهما 1

🟥 ** (1) لن تجِدنا إلاّ أطّوعُ مِن نعلِك، وأتبعُ من ظلِّك!.

🟥 * بين الإمامين الكامِلَين السّراجي والكِبسي –صلوات الله عليهما- !.

🟥 * سلِسلَةٌ معها يتبينّ الباحثُ الأصلَ من الطّارئ الشاذّ في الظّروف؛ مِن دعواتِ أئمّة العترة -عليهم السلام- وحرصهِم على نظامِ الأمّة، وتقديمِهم أمر الله ورسولِه طلباً للأفضَل، وعدم حرصٍ على هذا الأمر؛ لمّا وجدنَا البعض -بغفلة؛ أو سُوء ظنّ أو حِقدٍ- لا يُركّز إلاّ على تداخُل الدّعوات التي هُو لا يقطعُ على حَقائقها؛ والتي لأجلها حصلت فِتنٌ في أزمنةٍ؛ فيجعلُها هي الأصل؛ مُتغافلاً عن أنّها الطّارئ غير الَحاكم؛ وأنّ غيرها هُو الأصلُ لمّا كانتَ إمامةَ هُدَى بما جعله الله لآل النّبي من الفَضل والتّوفيق -على مرّ الأزمان- !.

🟥 * في أحداث سنَة (1221هـ وما بعدَها) ، قامَ الإمامُ الكاملُ شيخُ العترة المتوكّل على الله إسماعيل بن أحمد الكبسي؛ الملقّب (المُغلّس) ، والمُنتهي نسبُه إلى العالِم المُجاهد عبدالله بن الحسين بن القَاسِم (الرّسي) ؛ بالإمامَة، آمراً بالمعروف وناهياً عن المُنكر، رافعاً للظّلم؛ وكان ابتداء دعوتِه من (ظفير حجّة) . إلاّ أنّه فقد النّاصر والمُعين بعد ذلك، وانصرفَت عنه الوجُوه في النّصرة؛ فلزمَ الدّرس والتّدريس؛ حتّى كانت وفاته في مدينة (ذمار) سنة (1248هـ وقيل سنة 1250هـ) .

🟥 * ولمّا كانَ أحداث سنة (1247هـ وما بعدها) ، كانَ الإمام الهادي لدين الله أحمد بن علي السّراجي ؛ أرادَه النّاس للبيعَة والقيام ، وهُو المنتهي نسبه إلى سبطِ الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طَالب ، فلمّا حضره النّاس يُبايعون، وكانت وجوههُم إليه؛ وكان أنهضَ بالأمر …. اعتذرَ عنُهم الإمام بما يرويه الإمام المهدي لدين الله محمّد بن القاسم الحُسيني (ت1319هـ) –عليه السلام- ، قال :

((ولقد صَحّ لنا من الإمِام المرحوم السبَّاق أحمد بن علي السّراجي -عَلَيْه السَّلام- أنها لمّا استتبت له الأمور، وبَايعه الجمهور مِن العلماء، والقُبل [أي القبائل] العَديدة وسَائر النّاس، وقَال بَعضُ مَنْ حَضرهُ مِن العلماء: قَد تمت الأمُور -بحمد الله. فَقال [الإمام السّراجي]: إنّها مَا تَمّت، وأنتَ تَعلَمُ أنّ قَبْلنا دَعوَة الوَالد الإمَام إسماعيل بن أحمَد مُغلّس -رضوان الله عليه -وكَان في بيته في (الكِبس) قَد أيِسَ مِنَ النّاس، وألقَى وأغَلقَ بَابَه- ، فَقَال [السّراجي] : لا بَل دَعوتُه وحُجَّتهُ عِند الله تعالى بَاقيةٌ، ولا بُدَّ لنَا مِن الرّحلَة إليه. فَرحَل هُو وبَعضُ العُلمَاء -فوق البَريد- في اللّيل حتّى وَصلوا بَيتَه، وقَرعُوا البَاب، وفَتح لهم، وأكرَمَهُم. وقَال [الإمام الكبسيّ] : مَا شَأنُكم ؟!. فَقال الإمَام أحمَد: قَد فَعلنا كَذا وكَذا وكَذا، وكُلّه لَكَ، وَنحنُ أعْوانُك، فَقُم تَجدُنَا أطْوَعُ مِنْ نَعلِكَ، وأتبَعُ مِنْ ظِلِّكَ!. فقَال [الإمام الكبسيّ] : يَا وَلدي، أنَا قَد خَبرتُ النّاسَ، وعِندي بَيعَاتهم صَنادِيق، وقَد اخْتبرتهم، وأيِسْتُ مِنهُم، لكنّي قَد أذِنتُ لَكَ، وألقَيتُهَا إليكَ؛ فَقُم عَلى بَركَة الله حَيث مَعَك ظَنٌّ بالتّأثير. فَانصرَفُوا وكَان مَا كَان. [قال الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني:] فَانظُر إلى هَذا الوَرَع الشَّحِيح الذي يَظهَر عِند البُؤس وَهَوى النّفُوس، الله يُلحِقُنا بهم صَالحين، آمِين)) اهـ [مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي لدين الله] .

– خرجَ الإمام الهادي لدين الله، وأحيا به الله سُنن العدل، واستُشهِد سنَة (1248هـ) ، ومشهدُه ببلاد نهم من مخاليف صنعاء .

وعَينُ الرِّضَا عَن كُلّ عَيبٍ كَليلةٌ **** ولكنّ عَين السُّخطِ تُبدِي المَسَاويَا

من تأريخ آل محمد

من شجاعة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة

ومن شجَاعة الإمام المنصور بالله عَبدالله بن حمزَة (ع) ، (ت614هـ) ، أنّه بقيَ لوحده في صنَعاء ، بعد خيانَة أحد قُوّادِه ، وحصارِه في الجامع الكَبير ومعه قدر خمسة عشر رجلاً ، ثمّ صعُوده على سطح المسجد ، والجُنودُ مُحيطةٌ بالمسجد من كلّ جانب ، وأصحابُ الإمام يترقّبون فزعاً دخولَهم عليهم ، أصرّ الإمامُ على صلاة المَغرب ولم يُصلّ معه من أصحابِه إلاّ القليل ، ثمّ دَعا الله تعالى ، فلم يشعروا إلاّ بتفرّق الجمع من الجنود ، وأمرَ أصحابَه رفقاً بهم أن يتفرّقوا للخروج من باب المدينَة ، وبقيَ (ع) في صنعاء ليلته لوحدِه حتّى دخل دارَ أحدهِم ، وبقيّة جنودِ الإمام (ع) كانوا خارج صنعَاء ينظرون طريقاً للدّخول ، كان ذلك من أحداث أواخر سنَة (594هـ) ، وسببُ خيانَة أصحابه أنّهم رأوا عدلَه عندمَا دخل صنَعاء ، فأرادوه على رأيِهم ، إلاّ أنّه (ع) كان يعلمُ ما يسعهُ في دينه من الحلال والحرَام والسّيرة في الرّعيّة ، فكانت سيرةُ عليٍّ أو النّار ، ولهذا كانَ أئمّة العترة (ع) يلحظون في شروط الإمام صاحب راية الهُدَى أن يكونَ عالماً لكي يقودَ نفسَه وأتباعه على سنن الكتاب والسنّة وطريقتها في أحلَك الظّروف ، فهو بعلمه قادرٌ على الاستنباط والاجتهاد وإرجاع واقعِه الذي يُعايشهُ إلى الكتاب والسنّة فيكونُ بقوله هادياً للنّاس ، لقد كانَت شجَاعة الإمام المنصور بالله (ع) غاية ، ولمّا دخَل إليهم أحدُ من استرابوا أمرَه ، قال الإمام لصاحب الدّار قل له أنّ اسمي منصور ابن محمّد ، وقصدُ الإمام بمنصور (لقبه) وبمحمّد جدّه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ، ليبتعد عن الكذب ، وهُو في موقفٍ ليسَ بينه وبين الفتك إلاّ أن يرتفع الصّوت بعثورهم عليه !.