– (3) معلومَات مُختصرَة (2) :
4- كتاب (الكامِل المُنير) لا تصحّ نسبته إلى الإمام القاسم بن إبراهيم -عليه السلام-؛ وما لم تصحّ فلا يصحّ الاحتجاج به على الزيدية؛ فالكتاب يجري ونسَق حُجج الباطنية في الإمامة.
5- الزيديّة في الجيل والدّيلم لم يتمكن الحكام الصفويّون من إزالتها بالفِكر لمّا كان فكر الزيدية صامدًا لا تروجُ فيه شبه الإمامية ولا فكرهُم؛ فعمدَ الحاكم عبّاس شاهنشاه الصّفوي إلى إبادتهم بقوة السيف؛ وذلك في القرن العاشر الهجري ؛ يقول المؤرّخ الإيرانيّ الشّهير د. رسول جعفريان؛ يبيّن أنّ الفكر الزيدي انتهى نتيجة ذلك القمع الصّفوي : ((ومُنذ ذلك الوقت هَيمنت الدّولة الصفوية على شمَال إيران كاملةً، وقضَت على مَذهب الزيديّة في المَنطقة)) [أطلس الشيعة:252]، هذا يعلمُ معه النّاظر أنّه بالحجّة في قُبال الحجّة لا يستطيع الفكر الإماميّ أن يقف أمام الزيدية، مهما كان الزيدية مُحافظين على العلم وقوامِه، وقد كان سلف الإماميّة الشيخ الصدّوق يتكلم عن حجّة الزيدية، فيصفهم ويقول: ((إنما ذكرنا هذه الفصول في أول كتابنا هذا لأنها غاية ما يتعلق بها الزيدية و ما رد عليهم و هي أشد الفرق علينا )) [كمال الدّين:1/126] .
6- الشّريف الرضيّ جامعُ (نهج البلاغة)؛ قد كانَ إماميًّا ثم انتقل وأصبح زيديًّا؛ وبهذا أنت تعلَمُ لماذا قد تجد بعض المصادر الزيدية تذكرُه تارةً على أنّه إماميّ وتارةً على أنّه زيديّ؛ فذلك تبعًا لتنقّله وكلا القولين صائبٌ؛ إلاّ أنّ مُنتهى القول فيه أنّه كان زيديًّا؛ وأيضًا لا وجه لما يستحضره البعض من ذكر أشعاره في الاثني عشر أو أقواله التي تدل على عقيدة الإمامية؛ لأن ذلك كان منه في مرحلةٍ ثمّ انتقل عنها؛ ولم يُصلّ عليه أخوه الشريف المرتضى عند وفاته، وغاب توثيقُه في مصنّفات الإمامية القريبة العصر به ككتاب (النجاشي)، و (رجال الطوسي) و (الفهرست للطوسي)؛ ولم يُطنبوا في حاله على شُهرته في زمانه كما أطنبوا في أخيه؛ فاعلَم، وله كلامٌ في نُصرة الوعيد مُخالفًا بذلك الإمامية مُوافقًا الزيدية.
وفقكم الله
اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آل محمد …