فهرس الشبهات الإمامية والرد عليها

إذا أردت أن تبحث عن عترة عالمة لا تجهل ولا تخطئ ولا تختلف في الاجتهاد فأقم الدليل على أن أئمتك الصادق والكاظم وغيرهم على تلك الصفة لأن دعواك فيهم أنهم على تلك الصفة لا تعني رأسا أنهم أصبحوا على تلك الصفة التي حكيتها

🟩– إذا أردتَ أن تبحثَ عن عترةٍ عالمَةٍ لا تجهَل، ولا تُخطئ، ولا تختلِف في الاجتهاد؛ فأقِم الدَّليل على أنّ أئمّتكَ الصّادق والكاظم وغيرهم -صلوات الله عليهم- على تلك الصّفة؛ لأنّ دعواكَ فيهِم أنّهم على تلك الصفة لا تعني رأسًا أنّهم أصبحوا على تلك الصّفة التي حكيتهَا …

🟩– سأدلّل لكَ على ذلك من داخلِ تراثِك الإماميّ:

1- فإنّ سلَفكَ الإماميّ زُاررة بن أعين -المُُعاصر للأئمة- ما كان ينظرُ لإمامك الصّادق -عليه السلام- على أنّه على تلك الصفة التي حكيتَهَا -وتُريدُ أن تحجَّ غيرَك بها- ؛ والشاهد في الخبر: أن زرارة كان يرى أن الإمام الصادق على صفة في الأعلمية أكبر؛ بمعنى أنه كان بمستوى علمي أقل مما توقعه زرارة؛ وهذا قدحٌ من زرارة في أعلمية الإمام الصادق، وأنه يراه دونًا عن الأعلمية؛ وذلك في سؤاله عن زمن القائم المهدي؛ والصادق يجيبُ بما هو بعيدٌ، وتأمل أن بعض الإمامية يجيبُ على أن زرارة لم يفهم كلام الصادق؛ ولستُ أريدُ هاهنا أنه فهم خطأً أم صوابًا؛ بل أريدُ أن يقف الإمامي على أن صاحبهم أفقه أهل زمانه زرارة ما كان ينظرُ إلى الإمام الصادق على أنّه بتلك الصفة في الأعلمية التي تحكيها الإمامية وتحجّ الزيدية بها؛ بل ينظر زرارة إلى الصادق على أنّه شخص يتفاوت في العلم ويحكُم غير المعصوم على علمه كثرةً أو قلّةً وما ذاك إلا لأنه عنده يقبلُ تلك الصفَة في التفاوت في العلم كثرةً وقلّةً؛ فيتنبه ناظرٌ لهذا؛ فأين للمفيدي الإمامي بأنه قد وجد مصداقًا لكلمه وهو يبحث عن صفة عترةٍ لا تجهل أو لا يجوز عليها التفاوت في العلم أو أن يستدرك عليها غيرها؛ فيتأمل ناظرٌ؛ فيروي الكشي؛ بإسناده؛ عن ابن مسكان، قال سمعت زرارة يقول: ((إنّي كُنت أرى جعفر أعلَمَ مِمّا هُو! وذاك أنّه [أي زرارة] يزعم أنّه سَأل أبا عبد الله -عليه السلام- عن رجُلٍ مِن أصحابنا مُختفٍ من غُرّامه، فقال أصلحك الله إنّ رجلًا من أصحابنا كان مختفيًا من غُرّامه؛ فإن كان هذا الأمر قريبًا صبرَ حتى يَخرُج مع القائم، وإن كان فيه تأخير صَالح غُرَّامَه؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يكون! فقال زرارة: يكون إلى سنة؟ فقال أبا عبد الله عليه السلام: يكون ان شاء الله. فقال زرارة: فيكون إلى سنتين؟ فقال أبو عبد الله: يكون ان شاء الله! فخرَج زُرارة فوطَّنَ نفسه على أن يكون إلى سَنتَين؛ فلم يكون! فقال [زرارة]: ما كُنت أرى جعفر إلا أعلم مما هو) [رجال الكشي:1/376].

2- بل أصرحَ منه قولُ زرارَة -كبير أصحابكم- في حقّ الإمام الصادق -صلوات الله عليه- : ((وصاحبكم هذا [يقصد الصادق] ليس له بَصيرًَا بِكَلام الرِّجَال)) ، وقال الأمين: السند صحيحٌ [أعيان الشيعة:7/54]. فهذا ليس فقط تجهيلٌ للإمام الصادق-وحاشاه- بل تسخيفٌ ويصدرُ بالطريق الصحيح عند الإمامية؛ فمن أينَ أنّكم قد أوجدتم مصداقَ دعواكم في أئمّتكم أصلاً لتحاجّوا الزيدية إلى نظريتكم في صفة العترة وأعلميتهم التي تصفون منذ الصغر، ولا يُستدركُ فيها على الواحد، وأنه علمٌ أعظم من علوم الأنبياء ونحو ذلك بما فهمتموه خطأ من الوايات وحملتموه غلوّكم وذلك حال أصحابكم -بل كبارهم- المُعاصرين للأئمة ما كانوا ينظرون لهم على تلك الصفة!

🟩* الجهلُ أن تفهم الروايات في صفة العترة بفهمٍ لا واقع له ولا مصداق، لا من دعوى أعلام بني الحسين -عليهم السلام-في أنفسهم، ولا من حال أصحابكم المعاصرين لأئمتكم؛ ففهمُك نظريّةٌ في الهواء لا أرضَ لها؛ ولا واقع، فضلا عن أن تاتي وتُخاصم غيرك في نظرتهم للعترة وتصادرهم بهذه النظرية؛ ثبّت العرش في صفة أئمّتكم وأنّ حالهم ما تدعيه ثم انقُش!

أضف تعليق