مقال

نشأة الفكر الإمامي والصناعة العباسية

 

* مادّة مهمّة جدّا في الصناعة العباسيّة للفكر الإماميّ في وجه الثّورات العلويّة !. عُلماء ورجَال وثقات الإمامية خواصّ السّلطة العباسيّة !. المادّة فكريّة تستهدف الباحثين عن التشيّع.

* إنّ سلاطين الجَور والطّغيان أقدرُ النّاس على صناعَة المذاهب الفكريّة الجَامدَة ؛ التي تُخّذلُ عن الثّورة في وجه الظّلمَة ، إنّ من لم يستلهِم مضمون هذه الصّورة فسيفوتُه حظّ كبيرٌ في معرفَة تأريخ صناعَة التشيّع الإماميّ الرافض لسادات بني الحسن والحسين -عليهم السلام- والمُخذل عنهم !. واليوم النّاسُ أكثر وعياً بدور الظّلمَة في صناعَة الآراء والمعتقدات الفكريّة فيما يخدمُ أجندتها !.

– رابط مُكبّر للصّورة المخُتصرَة :

https://s2.gulfupload.com/i/00099/oia3j3eu1m49.png

– ورابط تحميل بدقة عاليَة :

https://www.mediafire.com/…/nshat_alfkr_imami_1_%281%…/file…

– رابط مُكبّر للصّورة التفصيليّة :

https://s1.gulfupload.com/i/00099/1wkj608r1yap.png

– ورابط تحميل بدقّة عالية :

https://www.mediafire.com/…/nshat_alfkr_imami_1_%282%…/file…

إنّ هذه التنبيهات تجعلُ الباحث يعيد النظر في تأريخ التشيع وصناعة الفكر الإمامي في وجه التشيع الذي كان عليه سادات بني الحسن والحسين المتبني للخروج في وجه العباسيين ، والثورة عليهم ، فأعمل العباسيون الحيلة في تبني ذلك الخط المُسالم الإمامي الرافض للثورة والقائم على عقيدة الانتظار ، والقائم على تخذيل الناس عن الزيدية ، وتحقير مقام سادات بني الحسن والحسين –عليهم السلام- واختلاق الروايات الكثيرة في دعوى اختصاص الفضل والعلم والنصوص في أعداد فقط من أخيار بني الحسين –عليهم السلام- ، واختلاق أصل التقية بتلك الصورة الرهيبة التي ضللت عوامّ الشيعة فأصبحوا لا يلتفتون إلى إنكار بني الحسين عليهم ، ويتعذرون أن إنكارهم تقيّة !. وكذلك قولهم بالبداء ، يتعذرون بالأماني بعد الأماني في قيام الغائب وعدم جواز الخروج قبله ، فمن أعلام ورجال ورواة الإمامية ممن كانت علاقته بالعباسيين وثيقة أو قريبة ، نذكر ذلك من مصادر الإمامية أنفسهم ، ثمّ سيجدُ النّاظر أنّ من أجندَة ذلك كلّه هُو إضفاء الشرعيّة أمام عامّة الشّيعة باختلاق الرّوايات المادحَة لهم وتقريرهم على مناصبهم العباسيّة !.

1. عيسى بن روضة : قال النجاشي : ((عيسى بن روضة : حاجب المنصور ، كان متكلما جيد الكلام. وله كتاب في الإمامة ، وقد وصفه أحمد بن أبي طاهر في كتاب بغداد ، وذكر أنه رأى الكتاب. وقال بعض أصحابنا رحمهم‌ الله : إنه رأى هذا الكتاب. وقرأت في بعض الكتب أن المنصور لما كان بالحيرة تسمَّع على عيسى بن روضة وكان مولاه وهو يتكلم في الإمامة ، فأعجب به واستجاد كلامه)) [رجال النجاشي:294] . وقال عبدالحسين الشبستري : ((محدّث حسن الحال، متكلم حاذق، جيد الكلام، و له كتاب «الإمامة»، و «علم الكلام». تقرب من البلاط العباسي، و صار من جملة حجّاب المنصور الدوانيقي)) [الفائق في أصحاب الإمام الصادق:2/529] . وقال السيد حسن الصدر بعد أن ذكرَ كلام النجاشي السابق : ((فهُو من طبقة التابعين المتقدّمين، مقدّم على كلّ من تكلّم أو صنّف في مباحث علم الكلام وأصول المذهب. و قَد ذكرته في أول المصنّفين في تأسيس الشيعة)) [تكملة أمل الآمل:4/182] ، وقد قال عنه حسن الصدر (حَليف المنصور) . وقد قال السيد حسن الصدر أيضاً عنه : ((وله كتاب في الإمامة ، وكان وحيد عصره في علم الكلام ، وهو الذي فتقَ بابه ، وكشف نقابه)) [تأسيس الشيعة:350] . وقال عباس إقبال آشتياني : ((ويبدو أنّ أوّل من صنّف كتاباً في الإمامة بين مُتكلّمي الإماميّة ، وأوّل مَن ناظرَ مُخالفيهم في هذا الميدان هو عيسى بن روضة أحد الموالي الملازمين للمنصور العباسي العباسي)) [آل نوبخت:99] .
2. محمد بن إسماعيل بن بزيع : من رُواة كُتب وأصول الإمامية كما ذكر الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي ، قال النجاشي : ((أبو جعفر ، مَولى المنصور أبي جعفر،..، كان مِن صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل. له كتب)) [رجال النجاشي:330] . وقال عنه السيد البروجردي يُعلّق على من نسبَه إلى العَدويين ، وتأمل أنه من المعروفين بالولاء لبني العباس : ((وَصْفُ محمّد بن اسماعيل بن بزيع، المعروف بولاية بني العبّاس، بالعدويّ، غير معهود)) [المنهج الرجالي:200] .
3. موسى بن عمر بن بزيع : قال النجاشي : ((مولى المنصور ، ثقة ، كوفي ، له كتاب)) [رجال النجاشي:409].
4. يقطين بن موسى : شارك مع العباسيين في قتال الإمام الحسين بن علي الفخي –عليه السلام- ، انظر كتاب أخبار فخ . قال الشيخ الطوسي ضمن ترجمة علي بن يقطين بن موسى : ((فلم يزل يَقطين في خِدمَة السفّاح والمنصور، ومع ذلك كان يتشيع ويقول بالإمامة وكذلك ولده)) [الفهرست:155] ، وسيأتي ولده علي قريباً من وزراء العباسيين . ويظهر أنّ هذا الرّجل كان صنيعةً لم تكتمل ، إلاّ أنّه صنعَ أبناءه .
5. عبدالله بن النجاشي الأسدي : قال النجاشي : ((يروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام رسالة منه إليه ، وقد ولي الأهواز من قبل المنصور)) [رجال النجاشي:213] ، وهذا سيقف الناظر من حاله أنه كان زيديا ، ثم أصبح إماميا ، فكان والي الأهواز بعد ذلك .
6. عبدالله بن سنان بن طريف : قال النجاشي : ((كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد، كوفي، ثقة، من أصحابنا، جليل، لا يطعن عليه في شي ء،…، له كتاب الصلاة الذي يعرف بعمل يوم وليلة، وكتاب الصلاة الكبير، وكتاب في سائر الأبواب من الحلال والحرام. روى هذه الكتب عنه جماعات من أصحابنا لعظمه في الطائفة وثقته وجلالته)) [رجال النجاشي:214] . وقال السيد الخوئي : ((و عده الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام، و الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال و الحرام و الفتيا و الأحكام، الذين لا يطعن عليهم، و لا طريق لذم واحد منهم)) [معجم رجال الحديث:11/225] .
7. الحسن بن راشد : قال البرقي : ((إنه مولى بني العباس ، وكان وزير المهدي ، وموسى ، وهارون)) . [معجم رجال الحديث:5/312] ، وله كتاب .
8. داود بن علي العبدي : قال الشيخ الطوسي : ((كان من أصحاب المهدي)) [رجال الطوسي:375] .
99. علي بن يقطين بن موسى : كان والده –كما مر معك-من أصحاب السفاح وأبي جعفر وومن شارك في معركة فخ مع العباسيين- قال ابن النجار : ((فنشأ المهدي وعلي بن يقطين كأنهما أخوان، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي استوزر علي ابن يقطين وقدمه وجعله على ديوان الزمام وديوان البسر والخاتم، فلم يزل في يده حتى توفى المهدي وأفضى الأمر إلى الهادي فأقره على وزارته ولم يشرك معه أحدا من أمره إلى أن توفى الهادي، وصار الأمر إلى الرشيد فأقره شهرا ثم صرفه بيحيى بن خالد البرمكي،..، وصلى عليه ولي العهد محمد بن الرشيد)) [ذيل تاريخ بغداد:4/202] ، قال الشيخ الطوسي : ((ثقة، جليل القدر، …، عظيم المكان في الطائفة ،…، وصلى عليه ولي العهد محمد بن الرشيد ،…، ولعلي بن يقطين رضي الله عنه كتب)) [الفهرست:154] . وأخوه عبيد بن يقطين بن موسى هو قاتل سلفِ العترة سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب –عليهم السلام- ، انظر أخبار فخ ، وهذه العائلة –آل يقيطن- محل ريب كبير يتتبعه الباحث ، وصناعةٌ للنصب والرفض .
10. يونس بن عبدالرحمن : وهو مولى علي بن يقطين خاصّته ، فيتأمل ذلك الباحث ، على دوره الكبير في الفكر الإمامي . قال النجاشي : ((مولى علي بن يقطين بن موسى ، مولى بني أسد ، أبو محمد ، كان وجها في أصحابنا ، متقدما)) [رجال النجاشي:447ٍ] ، وله كتب كثيرة .
11. هشام بن الحكم : كان من خواص وزير هارون العباسي يحيى بن خالد البرمكي ، فجاء في كتاب السيد الخوئي : ((كان ممن فتق الكلام في الإمامة ، وهذب المذهب بالنظر ، وكان حاذقا بصناعة الكلام ، حاضر الجواب ،..، وكان منقطعا إلى يحيى بن خالد البرمكي ، وكان القيم بمجالس كلامه ونظره)) [معجم رجال الحديث:20/298-299] .
12. داود بن زربي : قال ابن داود الحلي : ((كان أخص الناس بالرشيد ، وكان معتقداً في أبي عبدالله،…،ووثقه النجاشي)) [رجال ابن داود:90] .
13. مرحلة بعد موت الحسن الإمام الحسن العسكري ، والسفراء : قال محمد واعظزاده الخراساني وهو يتتبع تأريخ أصحابه الإمامية ، وكلامه هنا يطرق فترة ما بعد الإمام الغائب والحيرة التي حصلت والدعاوى والسفارات للغائب ، فتتأمل علاقة العباسيين بالفكر الإمامي وعلمائه في ذلك الوقت : ((ومن خلال مطالعة التّاريخ والأحاديث المرويّة عن أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وغيرها نعرف بأنه قد كان هناك رجالات شيعيّة كانت تحتلّ مناصب مهمة في العاصمة وسائر البلاد. ويتضح هذا أكثر ونحن نرى أنّ الخلفاء كانوا ينزلون على رأي زعماء الشيعة في تكفير وطرد أشخاص من أمثال « ابن أبي العزاقر » ، و« الحسين بن منصور الحلّاج » حيث أجروا عليهم أحكام الإعدام جريا على العمل بفتاويهم. فهذا دليل على أنّ الطائفة الإماميّة في القرن الرابع الهجري كانت معترفا بها بشكل رسميّ لدى البلاط العبّاسيّ. وكان لرأي علمائهم أكبر الأثر فيه)) [مقدمة تحقيق الرسائل العشر للشيخ الطوسي:20] .

– ويأتي في المناسبة ، أن الزيدية في فكرها ، تقول بأنّ الإمامية صنيعَة الدولة العباسيّة ، كان لها التأثير الكبير على عقائدهم ، وزرعهم في وجوه الثوّار من بني الحسن والحسين أئمة الزيدية –عليهم السلام- ، فصنعوا لهم عقيدة الانتظار للمهدي وعدم الجهاد وانحصار النص في ولد الحسين –عليهم السلام- ، استفادوا في ذلك من نواة سابقةٍ في زمن الإمام زيد بن علي –عليهما السلام- في الرّفض ، فرعَاها وزاد فيها أبو جعفر المنصور العباسي ، وقد كان أبو جعفر المنصور من الدهاء والاطلاع على الفكر وإعمال دسائس الكُتب بمكانٍ كبير ، يعلمُه من علِمَ طريقة أبي جعفر المنصور العباسي هذا ، ثم كذلك كان من فعل المأمون فيما بعد ، ولذلك نجد في رواية الزيدية ، من قول هارون العباسي : ((والله ما بيني وبين الإمامية خلاف فلئن قام إمامهم على الصفة التي ذكروا لأكونن أول من تبعه، وما عدوي وعدو آبائي إلا هؤلاء الزيدية الذين كلما خرج من هؤلاء القوم خارج أصلتوا أسيافهم بين يديه، وتغسلوا وتحنطوا يطلبون الجنة)) [الشافي] ، واليوم كالأمس ، فإنّ السياسات تصنعُ الأفكار والمعتقدات في وجه ثوّار العدالَة !.
– ثم يُطيل النّاظر الفكرة ، في التقية المدّعاة ، وكذلك ظروف سريّة معرفة الأئمة والوصايا من الإمام إلى الإمام ، فذلك استغفال لجماعة من الشيعة لئلا يسألوا وينظروا ، وإذا قد وقفوا على قول يضدّ اعتقادهم من قول أخيار بني الحسين –عليهم السلام- قالوا ذلك من التقية !. إنّ سياسة أبي جعفر كانت ناجحة لمن يتتبّع .

* أمثلة نأتي عليها باختصار على تلك الصناعة العباسية التي تَحفظُ سلطتها :

1- جاء في وسائل الشيعة : ((عن حمدويه عن محمد بن عيسى عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إن عبد الله بن بكير كان يروى حديثا وأنا أحب أن أعرضه عليك، فقال: ما ذلك الحديث؟ قلت: قال ابن بكير: حدثني عبيد بن زرارة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أيام خرج محمد ” إبراهيم ” بن عبد الله بن الحسن إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: جعلت فداك إن محمد بن عبد الله قد خرج فما تقول في الخروج معه؟ فقال: اسكنوا ما سكنت السماء والأرض فقال عبد الله بن بكير: فإن كان الامر هكذا أو لم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض فما من قائم وما من خروج، فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق أبو عبد الله عليه السلام وليس الامر على ما تأوله ابن بكير، إنما عنى أبو عبد الله عليه السلام اسكنوا ما سكنت السماء من النداء، والأرض من الخسف بالجيش)) [وسائل الشيعة:11/40] .
* تعليق : هُنا اجتمع العاملان أو الهدفان للعباسيين :
– الأول : التخذيل عن دعاة بني الحسن والحسين -عليهم السلام- ، ويتضمن تفريق العترة.
– الثاني : جعل عقيدة الخنوع وعدم الخروج متمكنة في نفوس جماعة من الشيعة ، وأن لا ينظروا لأي خروج قبل المهدي .
2- جاء في وسائل الشيعة : ((محمد بن إدريس في (آخر السرائر) نقلا من كتاب أبي عبد الله السياري عن رجل قال: ذكر بين يدي أبي عبد الله عليه السلام من خرج من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: لا زال أنا وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمد، ولوددت أن الخارجي من آل محمد خرج وعلي نفقة عياله)) [وسائل الشيعة:11/39] .
* تعليق : وهنا اجتمع العاملان أو الهدفان أيضاً .
3- جاء في وسائل الشيعة : ((عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام (في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام) قال: يا علي إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك لم تنقض أيامه)) [وسائل الشيعة:11/38] .
* تعليق : وهنا تأمّل كيف يكون إخضاع الناس لبني العباس ، وقريباً من ذلك كان يقول معاوية بأن الله جعله على الناس ملكاً ، به أو بمعناه ، يُريدُ لا تعترضوا عليّ ، ولعمري ما سيكون خروج الإمام الحسين بن علي -عليهما السلام- على بني أمية إذا كان ملك بني أمية في علم الله لم ينقضِ بعد ، حاشى الإمام الصادق -صلوات الله عليه- من هذه الصنيعة العباسية في أخبار وأخبار الأفاضل من ذريته وآبائه .
4- جاء في وسائل الشيعة : ((عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب أبي مسلم فقال: ليس لكتابك جواب اخرج عنا ” إلى أن قال: ” ان الله لا يعجل لعجلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه أهون من إزالة ملك لم ينقض أجله ” إلى أن قال: ” قلت فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟ قال: لا تبرح الأرض يا فضيل حتى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا وهو من المحتوم)) [وسائل الشيعة:11/37] .
* تعليق : تأمّل هذا ، وانظر الكلام على سابقه ، وليس الكلام على أنّ الإمام الصادق -عليه السلام- قد لا يرى صدق أبي مُسلم ، أي لا يتوثق صدقه وصدق مَنْ معه فذلك قد يحصل للناظر من بني الحسن والحسين -عليهم السلام- إلاّ أنّه إذا رفض بيعة أبي مسلم أو غيره ،ى فهذا لا يعني أنه لا يقول بالخروج على العباسيين ، لأنه من جانب يُناصر بني عمومته -عليهم السلام- ويقول بقولهم ، وكذلك كان مبايعاً مناصراً لعمه الإمام زيد بن علي -عليهم السلام- ، وإنّما الكلام على هذا التوجيه الذي يكون معه المكلف ساكناً حتى آخر الزمان في وجوه الظلمة ، وبهذا سرور الظلمة ، وسرور بني العباس في ذلك الزمان ، فتعرف وجه الصنيعة .
5- جاء في وسائل الشيعة : ((عن يحيى بن عمران الهمداني، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع جميعا عن يونس ابن عبد الرحمان، عن العيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اتقوا الله وانظروا لأنفسكم، فان أحق من نظر لها أنتم، لو كان لأحدكم نفسان فقدم إحداهما وجرب بها استقبل التوبة بالأخرى كان، ولكنها نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة إن اتاكم منا آت ليدعوكم إلى الرضا منا فنحن نشهدكم انا لا نرضى إنه لا يطيعنا اليوم وهو وحده وكيف يطيعنا إذا ارتفعت الرايات والاعلام)) [وسائل الشيعة:11/38] .
* تعليق : وفي هذه الرواية أيضاً فتأمّل ففيها الهدفان السابقان ، وتأمل أن من رواة هذا الخبر وزير أبي جعفر المنصور محمد بن إسماعيل بن بزيع ، وبونس بن عبدالرحمن مولى الوزير علي بن يقطين للعباسيين ، والأخبار السابقة فمنها مُختلقٌ على الأفاضل في أصولٍ تُنشر بين الشيعة تُركّب فيها الأسانيد ، والله المستعان .
6- جاء في وسائل الشيعة : (( عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني، فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا)) [وسائل الشيعة:11/37] .
* تعليق : وفي هذا السرور على بني العباس ، والرفض لسادات بني الحسن والحسين -عليهم السلام– ، بل والرفض للخميني اليوم وسائر المقاومين ، وانظر من سيكون سروره أعظم بموت الثورة في وجوه الظالمين ، لتعرف ضنيعة مَن الخبر ؟!. وأن الإمام الصادق -عليه السلام- منه براء .
7- جاء في وسائل الشيعة : ((عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل)) [وسائل الشيعة:11/37] .
8- جاء في وسائل الشيعة : ((عن حفص بن عاصم عن سيف التمار، عن أبي المرهف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الغبرة على من أثارها هلك المحاصير، قلت: جعلت فداك وما المحاصير؟ قال: المستعجلون، أما إنهم لن يردوا الامر يعرض لهم ” إلى أن قال: ” يا أبا المرهف أترى قوما حبسوا أنفسهم على الله لا يجعل لهم فرجا؟ بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا)) [وسائل الشيعة:11/36] .
9- جاء في وسائل الشيعة : ((عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد، عن سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير ألزم بيتك، وكن حلسا من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.)) [وسائل الشيعة:11/36] .
10 – روى الكليني ، بإسناده ، عَنْ أَخِيهِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ عليه‌ السلام : « الشِّيعَةُ تُرَبّى بِالْأَمَانِيِّ مُنْذُ مِائَتَيْ سَنَةٍ » )) [الكافي:2/244] .
* تعليق : وهنا تأمّل الرّواية عن علي بن يقطين وزير المهدي والهادي وهارون العباسيين ، وتلك التربية للشيعة على الأمانيّ بخروج المهدي والانتظار ، وحصر الفضائل والإمامة في بني الحسين -عليهم السلام- ، فإن ذلك يتبعُ ذلك .

نعم! وتلك الروايات يرويها الحر العاملي في وسائل الشيعة ، من مصادر إمامية مختلفة معتمدة عندهم ، منها الكافي ، وكتب الشيخ الصدوق ،وغيرها ، فيتأمل ناظرٌ .

أسعد الله بكم

الكاظم الزيدي

اللهمّ صلّ وسلّم على محمّد وعلى آل محمّد ...

أضف تعليق